فتش عن سؤالك ( دليل عملي لاكتشاف هدف لنفسك ولفريقك ) بقلم سايمون سينك ... مفهوم لماذا هو رحلة شخصية عميقة ولدت من رحم الألم. لقد اكتشفت الفكرة في وقت فقدت فيه شغفي تجاه عملي، ولم تُجد النصائح التي قدمها لي الناس نفعًا: "افعل ما تحب"، "اعثر على ما يسعدك" و"كن شغوفًا". كلها نصائح دقيقة، ولكنها غير قابلة للتنفيذ تمامًا. إنني أتفق مع كل هذه النصائح نظريًّا، ولكني لا أعرف ما الذي عليّ تغييره. لم أكن أعرف ما الذي عليّ القيام به على نحو مختلف في بداية كل أسبوع. ولهذا السبب كانت لماذا – ولا تزال إلى الآن – قوة عميقة مؤثرة في حياتي. فلم يساعدني اكتشاف لماذا الخاصة بي على أن أجدد شغفي فحسب، وإنما أعطاني المرشِّح الذي أتخذ من خلاله قرارات أفضل، وقدم لي عدسة جديدة أرى العالم عبرها بصورة مختلفة. ومن خلال هذه العدسة - كي أُلهم الناس أن يفعلوا ما يلهمهم بحيث نتمكن معًا من تغيير العالم - بدأتُ نشر مفهوم لماذا والدائرة الذهبية. وأنصت الناس لي. في الواقع، قام الناس بما هو أكثر من الإنصات؛ لقد انضموا إلي في نشر هذه الرسالة، وشاركوني الرؤية. وهكذا ولدت حركتنا. وقد ساعدت المحاضرة التي ألقيتها على منصة محادثات تيد عام ٢٠٠٩ على إيصال الفكرة لأناس أكثر، وأعطى كتابي الأول ابدأ بـ لماذا*، عمقًا أكبر للقضية التي أطرحها، إن الأفراد والمؤسسات الذين يعرفون لماذا الخاصة بهم يستمتعون بنجاح أكبر وأطول أمدًا، ويكتسبون ثقةً وولاءً أكبر وسط الموظفين والعملاء، ويصبحون أكثر ابتكارًا وتطلعًا للمستقبل من منافسيهم. لقد أصبح مفهوم لماذا والدائرة الذهبية قطعة كبيرة من أحجية تطوير هذا العالم الذي تخيلته، لكن كانت هناك مشكلة. ورغم أنني كنت قادرًا على أن أثبت وجود وقوة لماذا، ورغم أنه كان بمقدوري مساعدة بعض الناس والمؤسسات على اكتشاف لماذا الخاصة بهم، لم أكن قادرًا على أن أصل إلى – أو أساعد – أكبر عدد من الناس نحتاج لمساعدتهم لكي يكون لنا تأثير على حياة الكثيرين منهم. وقد بنى فريقي على ما بدأته أنا، وجعلوا الأمر أفضل مما سبق.