بينما كنت أتصفح مجلة Success منذ عدة أعوام مضت، صادفت دراسة قامت بها مؤسسة جالوب حول ما يعتقده الناس في معنى أن تكون ناجحًا. أعجبني هذا لأنني دائمًا ما كنت مهتمًا بمساعدة الآخرين ليصبحوا ناجحين وأردت أن أعلم ما الذي اكتشفته جالوب. اندرجت إجابتهم في اثنتي عشرة فئة، لكن الإجابة التي جاءت في المركز الأول كانت "الصحة الجيدة". ربط ثمانية وخمسون بالمائة الصحة الجيدة بالنجاح قبل أي شيء آخر. لا أعلم بشأنك لكني أقدر الصحة الجيدة - وقدّرتها بشكل أكبر بعد أزمتي القلبية. لكن لا أعلم إذا كنت أستطيع أن أصنف نفسي على أنني ناجح لو أنني أمتلك الصحة الجيدة فقط ولا شيء آخر.

لقد اكتشفت أن الناس غالبًا ما يجدون صعوبة في تعريف النجاح. لكن إذا لم تكن تعلم ما هو النجاح، فكيف ستحققه يومًا؟ لهذا السبب أريد أن أساعدك في تحديد تعريف للنجاح يناسبك: النجاح رحلة.

دعني أبدأ الشرح بسرد قصة. وقفت منذ عدة أعوام أمام الأربعة والسبعين موظفًا في إنجوي - المؤسسة التي أنشأتها عام 1985 لكي أدرب الناس على الريادة والتطور الشخصي، واستعددت لكي أخبرهم ببعض الأخبار التي كنت أعلم أنها ستكون مُشجعة لبعضهم ومحبطة للبعض الآخر. كنت سأخبرهم أننا خلال سنة سننقل الشركة من سان دييجو بكاليفورنيا إلى أتلانتا بجورجيا.

كنا نتناقش أنا وصديقي، رئيس شركة إنجوي وقتها ديك بيترسون وأنا في احتمالية نقل الشركة لمدة ستة أشهر تقريبًا. بدأ هذا كحديث عرضي بقول "ماذا لو …"، لكن بدأنا بعدها بالتفكير في الأمر بجدية. فكرنا مليًا في المزايا وطلبنا من المدير المالي أن يقوم ببعض الحسابات. تحدثنا عن الفرص التي من الممكن أن تجتذبها مثل هذه الخطوة. وأخيرًا، قررنا أن هذه النقلة إلى أتلانتا منطقية على الأصعدة المهنية والتسويقية والاقتصادية. كنا نعلم أننا لو أردنا الانتقال إلى مستوى جديد في النمو والتطور، ليس فقط كشركة لكن كأفراد، نحتاج إلى إحداث تغيير.

كان هذا قرارًا صعبًا على أصعدة كثيرة. لم أتوقع أبدًا أن أغادر سان دييجو. شعرت أنا وزوجتي مارجريت أنه موطننا منذ اليوم الذي انتقلنا فيه إليه من أنديانا. إنه الموطن الوحيد حقًا الذي عرفه أطفالي إليزابيث وجول بورتر منذ ذلك الحين. وبالرغم من مقدار حبنا للعيش في سان دييجو، كنا على استعداد لبذل تضحية الانتقال حتى يكون في استطاعتنا تحقيق نجاح أكبر.

كان قلقنا الأكبر على الأشخاص في فريق إنجوي. لم نكن متأكدين من ردة فعلهم. سان دييجو واحدة من أجمل المدن في الدولة، والطقس بها ممتاز. وكثير من موظفينا من أبناء سان دييجو، وكان لديهم الكثير من الأمور التي تبقيهم هناك.

بينما كنت أستعد لأتحدث مع الطاقم، كانت توجد طاقة مزعجة في الغرفة. لم نكن قد اجتمعنا جميعًا معًا كفريق منذ ما يقرب من عام، وكنت أستطيع أن أرى الإثارة والترقب في كثير من الوجوه.

"يا رفاق، أريد الاستحواذ على انتباهكم" هكذا بدأت. "لديّ شيء مهم جدًا لأعلنه. خلال عام من الآن سوف ننقل إنجوي إلى أتلانتا". رأيت تشكيلة كاملة من ردود الأفعال. بدا البعض مصدومًا. وبدا آخرون كأنهم تلقوا لكمة في معدتهم. جيني هانسن، وهي واحدة من أفضل ممثلي خدمة العملاء، كانت فاغرة العينين بينما ذقنها متدنٍّ لأسفل وكانت تزفر زفرة قصيرة في عدم تصديق كل ثمانٍ لعشر ثوانٍ منذ الدقيقة الأولى التي تحدثتُ بها. رأيت ارتياحًا من جهة المدراء: لقد كانوا يبقون معرفتهم بهذه النقلة سرًا لأسابيع.

لخمسين دقيقة، شرحت أنا وديك بيترسون كل أسبابنا لهذه النقلة وأعطينا إحصائيات ومعلومات عن أتلانتا وعرضنا تسجيلًا مصورًا من غرفة أتلانتا للتجارة. أخبرناهم أن أي شخص على استعداد للذهاب إلى أتلانتا سيحصل على وظيفة عندما يصل إلى هناك. ثم قدمنا شخصين حضرا جوًا من أفضل وكالة عقارات بأتلانتا ليجيبا عن الأسئلة.