في جميع ورش عمل النجاح التي أديرها، يأتي التسويف في المرتبة الأولى في قائمة المعوقات التي تقف أمام الناس. إنهم يريدون إحداث تغيير، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك بطريقة أو بأخرى، فبعد أخذ خطوات قليلة إلى الأمام، يجدون قوة غامضة تقيدهم، وأنهم عالقون في دائرة من المشاعر المتشابكة، وكلما قاوموا وحاولوا الخروج منها وإحداث التغيير، صار الوضع أكثر تعقيدًا، وقد اختبر معظمنا هذه الحالة بطريقة أو بأخرى. وإذا لم نتعلم أولًا كيف يصبح التغيير ممكنًا، فسنواصل النضال في صمت أو سنتخلى عن إحداث التغييرات المهمة حقًّا.

الحياة ديناميكية وتتطلب التغيير، وقد صارت اليوم أسرع بكثير من أي وقت مضى. ومن دون فهم أفضل لكيفية إحداث التغييرات، فإننا سنعاني أكثر وأكثر. لكن من المنظور الإيجابي، وعبر تطبيق بعض المبادئ الجديدة في إحداث التغييرات، ستكون الحياة أسهل حقًّا. سنجد أننا فجأة وعوضًا عن النضال والمعاناة صرنا نتدفق بسلاسة في الحياة، ونحدث التعديلات اللازمة، لا لنتكيف مع الحياة ولكن كي نحقق أحلامنا. وبدلًا من محاولة التجديف ضد التيار، سنجد أننا بدأنا نتحرك في اتجاهه بسعادة.

في علاقاتنا كثيرًا ما نقرر بهدوء أن نكون أكثر محبة واهتمامًا، ثم يقول شريكنا شيئًا أو يفعل شيئًا، ونجد أنفسنا مرة أخرى أمام قائمة من الأسباب التي تجعلنا لا نحاول مع الشريك أو نصارحه بما يعتلج بداخلنا، ورغم أننا قد نحب شريك حياتنا، فإننا لا نعود نشعر بهذا الحب بعمق. يبدأ معظم الأزواج حياتهم الزوجية وهم مصممون على تبادل التعاطف والشغف طوال حياتهم، ثم في وقت لاحق لا يفهمون ما حدث وأطفأ جذوة هذا التصميم. وبينما يسعد بعضهم بأن يستقروا في حب تقليدي أكثر إخلاصًا، فإن معظمهم ليس كذلك، ما يزيد من مشاعر السخط وارتفاع نسبة الطلاق