هذا العملُ الرائدُ من تأليف سيث ستيفنز–دافيدوتس الخبير الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد وعالم البيانات الأسبق في جوجل، والكاتب في صحيفة نيويورك تايمز. في ثنايا هذا الكتاب، يؤكدُ المؤلف على أن أكثر أفكارنا حول الناس لا أساس لها من الصحة. والسبب؟ أن الناس يكذبون على أصدقائهم، وأحبابهم وأطبائهم، وفي الإستبيانات، بل وعلى أنفسهم. ورغم ذلك، لم نعد بحاجة إلى الاعتماد على ما يقولونه لنا فالبيانات الجديدة المستمدّةُ من الإنترنت بمثابة آثار من المعلومات التي يخلّفها مليارات البشر على محرك البحث جوجل، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع المواعدة، وحتى المواقع الإباحيّة... وأخيرًا تنكشف الحقيقة «الكُلَّ يكذب» كتابٌ سيغيّر طريقة رؤيتك للعالم؛ لأنه يجمع بين التحليل العميق في كتاب «الإشارة والضوضاء» لمؤلفه نيت سيلفر، والأسلوب القصصي في كتاب «الاستثنائيون» لمؤلفه مالكوم جلادويل، والذكاء والمرح في كتاب «الاقتصاد العجيب» لمؤلفَيه ستيفن ليفيت وستيفن دوبنز. لا يوجد حدٌّ تقريبًا لما يمكن معرفته عن الطبيعة البشرية من خلال البيانات الضّخمة، ولكن بشرط أن تُطرح الأسئلةُ الصحيحة. احتوى الكتابُ على موضوعات حول العلاقات الحميمة، والتوجهات الجنسية، وأساليب اتخاذ القرارات المهمة، وأنجع الوسائل في مكافحة ما تتعرض له بعض المجتمعات من تمييز، فضلاً عن كيفية الاستعانة بالبيانات الضخمة في مجالاتٍ تخدم تطور الإنسان كالصحة، والتعليم، والاقتصاد، وقد تضمن بعض الأوصاف الجريئة والعبارات الصريحة في إطار تأكيد المؤلف على قدرة البيانات الضخمة على كشف المخبوء، وتلاشي محاولات ادعاء المثالية والالتفاف على الاستبيانات المختصرة. سيحظى كل قارئ لهذا الكتاب بالمتعة، حيث سيرى الفضول الذي لا ينضب والأسلوب الجذّاب للمؤلف ستيفنز–دافيدوتس الذي يضع قدمه على مسار جديد لعلم الاجتماع في القرن الواحد والعشرين، وسنلاحظُ هوس الإنسان عبر هذه النافذة المذهلة. نافذة بواطن النفس البشرية حينما تنعزل أمام لوحات مفاتيح الحاسب الآلي
Commentaires
Pas de commentaire de client pour le moment