إن هذا الكتاب يتعلق بفكرة تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم، وتكتسب زخمًا متزايدًا في الفصول الدراسية، والعيادات، والمختبرات، وقاعات المحاضرات في داخل البلاد، وفي سائر أنحاء العالم. ووفقًا لهذه الطريقة الجديدة في التفكير، فإن الحكمة التقليدية في تنشئة الأطفال التي سادت على مدار العقود القليلة الماضية قد ظهر خطؤها؛ فلقد كنا نركز على المهارات والقدرات التي لا تناسب أطفالنا، وكنا نستخدم الإستراتيجيات الخطأ في غرس وتعليم هذه المهارات. ومع هذا فربما يكون من السابق لأوانه أن نسمي هذه النظرية مدرسة جديدة من مدارس الفكر، ففي الكثير من الحالات كان الباحثون الذين يضيفون إلى هذا الرصيد المعرفي المتزايد يعمل بعضهم بمعزل عن بعض، ولكن بدأ هؤلاء العلماء والمربون توحيد جهودهم وتكوين الروابط بين فروع التخصصات الأكاديمية المختلفة؛ ما يتيح للبراهين التي يجمعونها أن تغير الطريقة التي نربي بها أطفالنا، وندير بها مدارسنا، والكيفية التي نبني بها شبكة الأمان الاجتماعي لدينا.