يحتاج هذا الكتاب الاستثنائي إلى مقدمة أكبر من مثيلاتها في معظم الكتب؛ لأنني أريد أن أبين غايته وسبب تأليفي إياه، وما رسمته من أشكال ضمَّنتها فيه.
ولهذا الكتاب غرضان واضحان: التفكير باستخدام الجانب الأيمن من المخ، والتواصل، وقد يكون هذا الكتاب الأول على الإطلاق الذي يتم تأليفه بشكل خاص للتحدث عن الجانب الأيمن من المخ؛ أي الجانب الحدسي، فليست لديَّ إحاطة بوجود كتاب آخر كُتب بشكل خاص عن هذا الموضوع، فوظيفة هذا الجانب من المخ، باعتباره نظامًا للتواصل، تنبع من ذلك الغرض الأول، ولكنه يمكن استخدامه بشكل مستقل، وهذا الاستخدام في التواصل هو ما رشح لي كلمة "أطلس" (وتعني مجموعة من الصور والرسومات) في العنوان، فالأطلس هو مرجع بصري، وعلى الرغم من أن التفكير هو شيء مجرد، فإنني أعتقد أن بإمكاننا خلق خرائط إدراكية لاستخدامه.
يدرك كثير من الناس قيمة الحدس وقوته: الخاص بتلك المشاعر والصور التي هي جزء من تفكيرنا، ولكن لا يمكن التعبير عنها لفظيًّا، على مدى السنوات القليلة الماضية كان هناك الكثير من البحوث التجريبية التي سعت إلى التمييز بين العمليات التي يقوم بها كل من جانبي المخ البشري، ففي النصف الأيسر من المخ يقع مركز الكلام، ويبدو أن هذا النصف يتحكم في أنشطتنا البدنية أيضًا، أما بالنسبة إلى الشخص الأعسر، فالوضع معكوس، إذ يبدو أن التفكير القائم على النصف الأيسر من المخ يستند إلى العبارات، ويعمل بطريقة منطقية ومتسلسلة، وبناء على ذلك تكون كل الكتب موجهة إلى النصف الأيسر من المخ، ويبدو النصف الأيمن من المخ معنيًّا بنوع مختلف من التفكير: الصور والأنماط والانطباعات التامة، وما نطلق عليه الحدس.
Commentaires
Pas de commentaire de client pour le moment