يتكاتف عالِم النفس المعروف بقدرته على اختراق صميم قضايا التربية المعقدة مع الطبيب والمؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعًا، لمعالجة أحد أكثر الاتجاهات المقلقة وغير المفهومة في عصرنا– الأقران الذين يحلُّون محلَّ الآباء في حياة أطفالنا. وقد أطلق د. نيوفيلد على هذه الظاهرة اسم «التوجه نحو الأقران»، الذي يشير إلى نزوع الأطفال والشباب إلى التطلع إلى أقرانهم بحثًا عن التوجيه: للتمييز بين الصواب والخطأ، ولاستقاء القيم والهوية وقواعد السلوك. لكن التوجُّه نحو الأقران ينال من التماسُك الأسري، ويعكِّر المناخ المدرسي، ويعزز ثقافة الشباب ذات الطابع العدواني والجنسي. إن هذا التوجُّه يطرح تفسيرًا قويًّا للتنمر في الوسط المدرسي والعنف بين الشباب، وتتجلى آثاره بصورة مؤلمة في سياق عصابات المراهقين، والأنشطة الإجرامية، والحوادث المأسوية كما هو الحال في ليتلتون، وكولورادو، وتابور، وألبرتا، وفيكتوريا، وكولومبيا البريطانية. وهو اتجاه متصاعد لم ينل قسطًا كافيًا من الشرح أو التفنيد حتى صدور كتاب «تمسَّك بأطفالك». وبمجرد استيعاب هذا التوجُّه، يصبح غنيًّا عن البيان، شأنُه في ذلك شأنُ الحلول.
Commentaires
Pas de commentaire de client pour le moment