كل الأفئدة معلقة بحب أشخاص أو أشياء أو أماكن معينة،  وهذا الحب يكبر مع مرور الزمن، وقد يصل يوماً ما إلى ذروته، لكن هناك حبٌ من نوع آخر، حبٌ مختلف كلياً، لا يشبه أي حبٍ عادي، وهو الحب العالق بين ثنايا الوجدان للإله المعبود، هذا الحب الذي لا تشوبه شائبة، لأنه لم يبنى على مصلحة دنيوية أو شهوة يرغب الانسان أن يصل إليها .. وإنما بُني على أساسٍ متين، بُني على علاقة عظيمة بين خالقٍ خلق عباده، وميزهم عن باقي المخلوقات بالعقل وأوجد لهم الجنة لمن أطاعه وأقر له العبودية الكاملة، وبين مخلوقٍ امتثل لتلك الطاعة، فجعل رضى الله هو أكثر ما يفكر به، وجعل حبه مع كل نبضة ينبضها قلبه، حتى اقترن حب الله عز وجل بديمومة حياته فهو يحب الله ما دام حياً ... في هذا الكتاب سأتحدث عن ذلك الحب الذي غُرس في أعماقنا، دون إرادة منا ودون حول منا ولا قوة .. حب الإله المتفرد بجلاله وعظمته وكبريائه