الكتاب الذي بين أيدينا هذه المرة تحت عنوان “إدمان التشتت في العصر الرقمي” في حوالي 290 صفحة، من تأليف: أليكس سويونج و كيم بانج، عام 2019 من منشورات مكتبة جرير في نسخته العربية.

كتاب مهم جدا ومفيد خاصة لمن يستعمل التقنية وتعتبر الإنترنت جزءا من نشاطه المهني اليومي، وحتى للأزواج والأبناء، فهو يجيب على عدة إشكالات ويلقي الضوء عليها بأسلوب مباشر، وهي إشكالات غالبا ما يشترك فيها الجميع بينما هم يخفونها عن بعضهم أو يتحرجون من الإقرار والاعتراف بها.

كيف السبيل إلى الوصول للهدف المقصود في الإنترنت عموما وفي شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات دون التشتت يمينا ويسارا، ودون البقاء هناك وحتى نسيان السبب الذي جئنا لأجله أحيانا؟ كيف نحافظ على قوانا العقلية وذاكرتنا ونحمي أنفسنا من الاستنزاف والتأثر بسوء المزاج مما يؤدي إلى انخفاض معدلات الإنتاجية لدينا بشكل مباشر؟

هل يعتبر استعمالنا وإبحارنا في العالم الرقمي صحيا وطبيعيا أم قد يكون سلوكنا فيه ينذر بأولى مؤشرات الإدمان؟ بل وحتى بلوغنا درجة متقدمة منه؟ وما الذي ينجينا وينقذنا؟

الكثير قد يدعي غير ما يعيش فعلا، إما مكابرة أو جهلا أو من باب استسهال الأمر وإهمال آثاره وأعراضه، إلا أن أمثال هذه الدراسات والمؤلفات تنير لنا زوايا مظلمة أو قمنا بقطع النور عنها عمدا كي لا نواجه الحقيقة ولا نصاب بوخز الضمير.

المطلوب دائما بعد قراءة هذه الكتب هو فهم الظاهرة ومحاولة التعامل والتأقلم معها دون تهويل ولا حلول جذرية قد تكون بعيدة عن الواقع، لأننا هنا في مواجهة موجات كبيرة من الإغراء وما تمت برمجته وتصميمه بذكاء بالغ، ليؤثر في سلوك إنسان هذا العصر، بما يفوق طاقته وتحكمه، والحكيم من قام بترشيد الاستعمال ومدافعة رغباته التي تؤدي به بشكل ناعم نحو الإدمان.